جلسة بيضاوية في مناقشة لرواية سرقة أدبية للكاتب إيكتور أغيلار
عقد اليوم في إطار جلسة بيضاوية لقاءً جديد لمناقشة رواية "سرقة أدبية" للكاتب المكسيكي إيكتور أغيلار كامين، بالمعهد الفرنسي بالدار البيضاء، تُرجمت الرواية إلى العربية بواسطة حسن بوتكي، عن دار الخان الكويتية للنشر والتوزيع في عام 2022. تُعتبر الرواية عملاً تشويقيًا يستعرض التحديات التي يواجهها الكتّاب في مسيرتهم الأدبية.
تُعتبر "سرقة أدبية" إضافة قيمة للأدب المكسيكي والعالمي، حيث تطرح تساؤلات حول الأصالة والإبداع في مجال الكتابة. تطرح رواية "سرقة أدبية" لإيكتور أغيلار كامين إشكالية جوهرية في عالم الأدب، وهي العلاقة الملتبسة بين الإبداع والسرقة الأدبية، حيث يتساءل النص عن الحدود الفاصلة بين الاستلهام والاقتباس والتكرار والانتحال. عبر حبكة مشوقة، تعيد الرواية النظر في مفاهيم الأصالة والملكية الفكرية، متسائلة عمّا إذا كان يمكن لأي عمل أدبي أن يكون نقيًا تمامًا من التأثيرات السابقة.تعتمد الرواية على سرد داخلي معقد، حيث يتداخل صوت الراوي مع الأحداث التي تأخذ طابع التحقيق الأدبي، مما يضع القارئ أمام تجربة تحليلية تتجاوز مجرد استهلاك القصة. كما أن تطور الأحداث التدريجي، وكشف الحقيقة على مراحل، يخلقان توترًا درامياً يجعل من الرواية أقرب إلى السرد البوليسي الفكري، حيث لا يبحث القارئ عن الجاني بقدر ما يبحث عن فهم عمق المشكلة المطروحة.
تمثل شخصية الكاتب المحور الأساسي للرواية، حيث يمر بتحولات من النجاح إلى الانهيار بعد اتهامه بالسرقة الأدبية. هذا التحول ليس مجرد حبكة درامية، بل هو انعكاس لصراعات داخلية أعمق تتعلق بأسئلة: ما الذي يجعل الكاتب كاتبًا؟ هل الموهبة وحدها تكفي أم أن الأصل في الأدب هو التفاعل مع النصوص السابقة؟ هذه الأسئلة تجعل من شخصية البطل نموذجًا معقدًا لكاتب يعيد النظر في هويته الإبداعية وسط عالم أدبي مليء بالضغوط والمنافسة.
يمزج إيكتور أغيلار كامين في أسلوبه بين التحليل العميق والسخرية الخفية، مما يجعل النص غنيًا بأبعاد فلسفية تتعلق بطبيعة الكتابة والإبداع. اللغة المستخدمة ليست متكلفة، لكنها تمتلك عمقًا تأمليًا يفتح المجال للقارئ لإعادة التفكير في مفهوم الملكية الفكرية في الأدب.