جسور الدار البيضاء تناقش رواية تاء الخجل
في لقاء جديد لجسور القراءة، تمت مناقشة رواية تاء الخجل للكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق، تاء الخجل رواية عربية معاصرة تجسد لنا التهميش والإستلاب الذي تعاني منه المرأة الجزائرية في مجتمع ذكوري وضغط العائلة بإسم الدين والتقاليد والأعراف.
إنطلاقت فضيلة الفاروق في سردها من واقعة العشرية السوداء -الفترة التي شهدت اغتصاب 5000 آلاف امرأة جزائرية- من طرف الجماعات الاسلامية آنذاك كاستراتيجية حرب على أعضاء الحركة الوطنية، ومن خلال هذا الحدث التاريخي توجه فضيلة الفاروق نقدا للمجتمع الجزائري الذي يكرس للسلطة الذكورية وتنادي بالتحرير والإنعتاق وعدم الردوخ.
كما انها تقدم إشعارا للرأي العام بمدى أهمية قضيتها التي تدافع عنها، وتروي لنا قصص بعض المغتصبات وتصف معاناتهم النفسية والجسدية في صورة جد مؤسفة فأغلبهن ودعن الحياة في نهايات مأساوية مما جعل شخصيات فضيلة الفاروف بالشخصيات التراجيدية.
من بينهن "ريمة نجار" التي رمى بها والدها من الجسر كي لا تجلب له العار على حد اعتقاده، و"رزيقة" التي انتحرت بعد أن رفض الطبيب أن يجهضها بدعوى أنها لم تحصل على ترخيص الاجهاض، و "راوية" التي جنت بعد تأثرها بمشهد ذبح قريبتها أمام عينيها بعد مقاومتها لممارسات الارهاب، و"يمينة" وهي الشخصية المقربة من خالدة والتي تأثرت بوضعها كثيرا فكان مصيرها أيضا الموت لأن جسدها الممزق والمنتهك لم يحتمل بعد ذلك الاعتداء الذي نالته.
تيمة الموت حاضرة بقوة في الرواية وهذا ليس غريبا عن الرواية المعاصرة إذ أن أكثر ما يميزها هي نهايتها المأساوية وهنا استحضر مقطعا ختمت به خالدة الرواية تقول فيه "نامي يمينة"، "لا مكان للإناث هنا إلا وهن نائمات"
وهنا نستشعر جيدا ذلك الاستلاب والرفض الذي يمارسه المجتمع الجزائري على الإناث. هذا فقط إختصار شديد لأهم افكار الرواية لا يسعنا المقام لاستعراضها جميعها.
تحياتي للشباب على هذا النقاش الراقي
ردحذف