تنظم جسور القراءة فرع مدينة أكادير، لقاء افتراضيا لمناقشة كتاب من ديوان السياسة للكاتب عبد الله العروي، وذلك يوم الاحد 01 غشت 2021، ابتداء من الساعة 21:00 ليلا، عبر صفحة التواصل الاجتماعي الفيسبوك لجسور القراءة.
اللقاء الذي سيشارك فيه كل من القارئة حورية بوهو، وياسين شادي وأحلام أزوتار وكذا محمد بلعايشي بالاضافة لمحمد ادمغار، وسيعرف تسيير هبة إراوي.
تناول الكتاب مسالة الليبرالية معتبرا الفكر السياسي المغربي والعربي يرتكز على نوازع النفس، مؤكدا أن العالم العربي انقسم إلى اتجاهين اتجاه مثالي مع سبينوزرا ولوك وروسو الذين أسسوا نظرياتهم على الفرد الحر العاقل، واتجاه واقعي ماكيافيلي وهوبز ومنتيسكو الذين بنو الفكر السياسي على النوازع، مؤكدا أن تاريخنا ظل متأثرا أكثر من اللازم بالاتجاه الثاني، سيادة الحرية في الغرب وانتعاش الاستبداد في الشرق .
في حين أشار إلى طبيعة السلطة عبر التاريخ العربي لاحظ أن المواطنون متفقون على الملك الواحد والملكية أنواع، الصورة واحدة والمضمون يختلف من عهد إلى عهد ومن مجتمع إلى مجتمع، وبالمقابل يعتبر أن جوهر مشاكلنا هي سياسية لان السياسة تبدأ كنظرية وتنتهي كتدبير عفوي.
عالج العروي أيضا في هذا الكتاب البنيات المجتمعية والظواهر المرتبطة بالسلوك السياسي، والاقتناع بأنه لا توجد لحد الساعة نظرية إسلامية مقنعة عن الدولة لكل الناس تاريخيا، ولهذا يجب الدفع بالمجتمع إلى التحديث والقطع مع الدولة المخزنية.
تحدث العروي ايضا عن دور الحماية لإقامة نظام جديد إلى جانب نظام قديم، مما عمق من مظاهر الازدواجية في ظل نصف قرن لتشييد لغته وثقافته، وأضاف لقد تغير النظام ظاهريا لكن حافظ على المنطق نفسه بواسطة التقويض والمبايعة الملازمتين للمخزن المغربي، إذ عمل النظام بعد الاستقلال على تقوية نفسه عبر تمركز كل السلط في يده، الأمر الذي خلق تنازع بين الحداثة والتقليد الأصالة والمعاصرة في المنظومة القانونية وعمق الازدواجية في الدستور لدرجة انه يمكن أن نقرأ الدستور بحرفين أي يحتمل قراءتين قراءة شرعية وأخرى ديموقراطية.
وختم الكاتب كتابه بالإشارة الى الديموقراطية في العالم العربي باعتباره آلية تنظيمية وواقعية لكنها تعتبر في الوقت نفسه السهل الممتنع، أكد العروي أن شروط الديموقراطية متوفرة لبناء دولة المواطنة والحرية والرفاه والعدالة، كما أكد أن من خصائص الديموقراطية العقل المتجلي في اثينا اليونانية. مستدركا أن عائق الديموقراطية يتجلى في التربية الأولية المسيطرة على النفوس، كالخوف والاستبداد … وشيوع ثقافة العشيرة والقبيلة والأمية، التي تعرقل الوعي بالمواطنة واستقلالا بالنفس والتحرر من براثين الماضي ، وعلى هذا الأساس دعا إلى الاعتماد على الديموقراطية المحلية وتنشيط المجتمع المدني وتطوير الأحزاب وخروجها من منطق المبايعة والتعامل مع العولمة خاتما قوله إننا نتحدث كثيرا عن الديموقراطية لكننا لا نمارس إلا القليل .
0 التعليقات :
إرسال تعليق