الكاتبة ريم نجمي في حوار مع جسور
المبدعة ريم نجمي، شاعرة وصاحبة الروح الوثابة، والمحلقة خلف الفكرة والكلمة والقصيدة، امتلكت ناصية الكتابة وإبحارها فيها بتمكّن، يمنحها الشعر الثقة بتقديم إمكانيات إبداعية وفنية بأساليب وطرق شتى، نقلتها من الشعر إلى الرواية. جمعت بين الصحافة والكتابة الإبداعية بشقيها الشعري والروائي، ناهيك عن تقديم ترجمات لأعمال ألمانية في أدب الطفل، على هذا المستوى، وهي لا تزال تجتهد لفتح آفاق جديدة في تجربتها الإبداعية إلى جانب مسارها الصحفي، فضلا عن تنشئتها في فضاء ثقافي وإبداعي يؤتثه الوالد الشاعر حسن نجمي والوالدة الشاعرة عائشة بصري، نقدم لكم هذا الحوار المميز مع المبدعة ريم نجمي والتي حاورتها فيه عتيقة شبيضة صحفية متدربة.
1- في البداية مرحبا بك معانا في جمعية جسور القراءة ،ولك تحية من طاقمها، يسعدنا التعرف على شخصك الكريم، من هي ريم نجمي؟
ريم نجمي شاعرة وروائية مغربية، مقيمة في برلين وأعمل في التلفزيون الألماني وأم لطفلين.
2- ككاتبة حدثينا عن الأوقات التي تكتبين فيها؟! وأي الأماكن تختارين للكتابة؟ وماهي الأجواء أو الطقوس المناسبة لك؟
كانت لي طقوس مميزة في الكتابة قبل أن أصبح أما لطفلين صغيرين، إذ كنت أعشق الكتابة الليلية حتى ساعات الصباح، وأعتمد على مزاجي في اختيار الأيام التي تعجبني، خصوصا في نهايات الأسبوع.
أما اليوم فأنا أكتب في الفراغات التي يتركها لي الطفلان، غالبا في الصباح. ولا أخفيك أن هذا الأمر كان له الفضل في ازدياد انتاجي الأدبي، إذ لم تعد لدي رفاهية انتظار المزاج المناسب وأصبحت قادرة على الكتابة في كل الأوقات والأحوال وبدأت أستخدم هاتفي الذكي في الكتابة، ففي الساعة مثلا التي يحتاجها الرضيع إلى النوم، أضعه على صدري وأمنحه حليبه وأنقر الحروف على الهاتف، خصوصا وأني منذ سنوات لا أكتب أبدا على الورق وإنما أكتب مباشرة على الكومبيوتر.
أثناء كتابة رواية تشريح الرغبة ظهرت لي طقوس جديدة لم تكن من قبل، كاعتمادي الكلي على الأغاني وخصوصا الأجنبية في الخلفية، لأن الصمت يتحول إلى صخب في أذني، إذ أن أدنى خطوة أو صوت خارجي يخرجني من عالم الكتابة، فأغطي عليه بالأغاني التي لا أسمعها فعليا لكن إذا توقفت أنزعج. هذه الأغاني تكون معبرة أيضا عن الحالة التي أتقمصها في تلك الأثناء فتعطيني طاقة نفسية ملائمة للكتابة.
3- ما هي أبرز أعمالك، وآخر إصداراتك إصداراتك؟
لدي ثلاثة أعمال في الشعر : أزرق سماوي 2008، كأن قلبي يوم أحد 2011، كن بريئا كذئب 2018. ورواية تشريح الرغبة 2022 كآخر إصدار، وترجمات في المسرح وأدب الطفل عن اللغة الألمانية.
4- كيف تريين مستقبل الكتابة في الوطن العربي؟.
أراه بالكثير من التفاؤل، هناك أقلام شابة رائعة في دول عربية كثيرة تنتمي إلى مدارس وأشكال كتابة مختلفة. أصبح هناك تنوع وتعدد مشرف في الكثير من الأجناس الإبداعية. ففي المغرب مثلا هناك أعمال روائية مغربية لافتة في جودتها ولغتها وجرأة مواضيعها. الأصوات الجديدة من الشباب فتحت أفقا جديدا في السرد المغربي والعربي وهذا جاء طبعا بفضل الأسماء الكبيرة التي أوصلت الرواية المغربية إلى مرحلة النضج كالكاتب محمد برادة مثلا، كما أن عددا من الشعراء المغاربة كتبوا الرواية ونجحوا في أعمالهم في مقدمتهم الشاعر محمد الأشعري”.
5- ما هي أبرز النصوص التي يمكن أن تطلعِنا عليها لتقريب القارئ من أعمالك؟
بما أن رواية تشريح الرغبة صدرت هذا الشهر أقترح عليكم مقطعا منها:
في مرحلة متقدمة من العمر يكون الحب مضاعفا مع تراجع احتمالية الوقوع فيه، يصبحُ الحب قرارا متمردا على المنطقة الآمنة التي نحبُّ العيش فيها. كنتُ أرى قلبي كطائرة تُحلّق على نظام القيادة الذاتية، تطير في المسار الآمن والصحيح ثم ظهرتِ فجأة كطائر أسطوري لم يكن يؤمن بوجوده أحد ليقلب حسابات الربان.
6- من كان له الفضل بتطوير موهبتك... وكيف عملتي على صقلها؟.
والدي له الفضل الأكبر في تطويري وتوجيهي في قراءاتي وبفضل مكتبته تمكنت من فتح أبواب كثيرة على العالم. لكن لا بد من قدر من الاستعداد النفسي والميول إلى جانب المعرفة بمختلف مصادرها: القراءة، السينما، المسرح، المعارض. فالفنون مهمة في تغذية العملية الإبداعية، هذا إلى جانب روح التلمذة والإنصات والتعلم من الكتاب الكبار. مكون آخر بالنسبة إليّ أساسي هو السفر الذي يمنح الكاتب ترسانة من الأفكار والصور الجديدة”.
7- لمن توجهين رسالة عبر كتاباتك؟
أوجه أولا رسائل إلى نفسي من خلال الكتابة لأفهمها وأفهم العالم المحيط بي، وطبعا إلى القارئ الذي سيطور معي النص وسيعطيه معنى آخر ويعطيه حياة جديدة.
8- بعد عملك الأخير تشريح الرغبة، هل من مشاريع المستقبلية شعرية أو روائية؟
أعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على رواية جديدة، وأحضر لديوان جديد كعودة للشعر بيتي الأول والأخير.
9- كلمة أخيرة توجهها لجمعية جسور القراءة ؟
عندما أشاهد صوركم وأنتم تجتمعون حول الكتب وتناقشوها بحماس ووعي، أشعر بالسعادة والفخر وأقول العالم لايزال بخير طالما هناك شباب مثل الورد يكللون أعمالًا وكتبا بالنقاش والكثير من الحب للقراءة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق