كتاب لماذا الحرب؟! موضوع نقاش جسور الدار البيضاء
نظمت جسور القراءة زوال يوم الأحد الماضي، لقاء من أجل التناظر حول موضوع الحرب، من خلال كتاب لماذا الحرب ؟، الكتاب الذي يضم بين دفتيه رسالتين لكل من ألبيرت انشتاين وسيجموند فرويد، يتبادلان فيها الرأي بخصوص إمكانية إيجاد حل لنشوب الحروب تميز اللقاء بتباين وتضارب الآراء فهناك من قال بضرورة الحد من الحروب وبعث السلام. وهناك من قال أنه كما للحرب سلبيات فلها إيجابيات أيضاً، لأنها تساهم في بناء الحضارات وازدهارها وأنه لابد لنا من أن نقيم الحرب كي نحصل على السلا، بل وانعطف التناظر نحو التفكر في دوافع الحرب؛ هل هي دوافع غريزية أو دوافع سياسية مما فتح النقاش على أبواب وموضوعات أخرى أهمها النظريات الفلسفية المرتبطة بالقضية الشيء الذي طعم نقاش اليوم وأعطاه نكهة خاصة وهي تعدد قراءات الأعضاء.
نبذة عن كتاب لماذا الحرب؟
مقدمة: لماذا الحرب؟ هو عبارة عن مناظرة بين ألبيرت انشتاين و سيجموند فرويد حول موضوع الحرب. لماذا الحروب ؟وما السبيل إلى إيقافها؟
وهذه المناظرة لم تكن مباشرة وإنما كانت عبر التراسل جاءت في سياق سلسلة المناظرات بين العلماء في القرن العشرين. التي كانت تشرف عليها عصبة الأمم وقتئذ حيث تمت دعوة ألبيرت انشتاين لإدارة نقاش حول مسألة حيوية تهم المجتمع، فاختار هذا الأخير قضية نشوب الحروب وأسبابها فدعى بدوره البروفسور سيجموند فرويد للتناظر في الموضوع والبحث فيه، ذلك سنة 1932 م.
عموما الكتاب ينقسم إلى جزأين الأول يضم مقدمة للدكتور نادر كاظم بينما الثاني فيتمثل في الرسالتين؛ مراسلة انشتاين وجواب فرويد عليها إضافة إلى بعض التعليقات التوضيحية.
أول سؤال يمكن أن يتبادر إلى ذهن القارئ هو: لماذا استنجد انشتاين تحديدا بفرويد للحد من الحرب ؟
ثانيا: لماذا ذهب انشتاين إلى الحل السيكولوجي بدل السياسي علما أن الحل السياسي عملي أكثر ويمكن تنفيذه على المدى القريب ؟ هذا بغض النظر عن اقتراحه لإنشاء هيئة دولية تمتثل لقوانينها جميع الدول.
ثالثا: هل استنجاده بفرويد في الأمر دليل على انحيازه أكثر للحل النفسي؟
وأخيرا: هل قدم فرويد حلولا ناجعة للاشكالية التي طرحها انشتاين؟
تستلزم الإجابة عن هذه الأسئلة استكناه فحوى الرسالتين بعمق وحذر شديدين.
على ما يبدو فإن اقترح انشتاين مبدئيا هو إنشاء هيئة قضائية تشريعية متحدة من أجل حل النزاعات التي تنشب بين الدول وهذه الهيئة يجب أن تملك صلاحيات قانونية وتخضع لها قوانين الدول بأكملها سياسيا وأمنيا، لكنه يردف ويقول أن هذه الهيئة ستعاني من الانحلال الأخلاقي مثل أن لا ترغب الدول بفقدان جزء من سلطتها لصالح تلك الهيئة أو ربما تنحاز لصالح دول على حساب الأخرى وهذا معناه أن هذه الهيئة غير كافية لذلك أراد انشتاين مساعدة فرويد للقيام بتحليل النفس البشرية ثم تحديد دوافعها للحرب وبالتالي الاشتعال على التحكم في سيكولوجية الشعوب لتهذيب غريزة العنف و العدوان.
يرى فرويد أن غريزة الصراع من أجل البقاء هي التي تدفع الإنسان لمعاداة وتدمير كل ما من شأنه أن يهدد وجوده وبقائه. كذلك يرجع أسباب الحرب إلى الهوية بجميع أشكالها لأنها تعزز عدوانية الإنسان، إذ كلما كان الإنسان محاط بالذين ينتمون إلى نفس هويته تجرأ أكثر على إخراج العنف والعدوان الكامن بدواخله وهنا يقول فرويد أنه يجب أن نتجاوز حدود هويتنا الطائفية والمذهبية والدينية...وكل أشكال الهويات فقد جاء على لسان فرويد في الرسالة ما يؤكد قولنا السابق. وهو " في كل هوية وحش نائم ومتربص وهو على استعداد لتحويل الهوية المسالمة ظاهريا إلى قاتلة ومتوحشة" وعوض ذلك علينا أن نتبنى الهوية الانسانية هوية تتشارك فيها البشرية جمعاء.
0 التعليقات :
إرسال تعليق