جسور فاس تناقش رواية ثلاثية غرناطة
تعود عجلة جسور القراءة بمدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة، للدوران من جديد، في لقاء يعود بنا إلى زمن غابر في رحلة بعبق من الأندلس ، لمناقشة رواية مميزة للكاتبة رضوى عاشور، وهي رواية ثلاثية غرناطة، وذلك يوم الأحد 23 أكتوبر2022، بنادي التعليم، ابتداء من الساعة الثالثة زوالا.
تُعد فكرة الثلاثية في الأدب، نتاج لفكر فلسفي قديم يعرف بثلاثية المعرفة، وكذلك لفكر فلسفي عربي، يُشير إلى ثلاثية: "الجسم، الروح : النفس". وقد تأثر الفكر العربي بهذه الفكرة، نسافر في اللقاء القادم لجسور بمدينة فاس العالمة عبر ثلاثية غرناطة إلى الفردوس المفقود، الأندلس، عائدين بالزمن قرونا إلى الوراء، وهي رواية مكونة في الأصل من ثلاث روايات "غرناطة، مريمة، الرحيل"، صدرت لأول مرة عام 1994، ومازالت طبعاتها تتوالى حتى الآن عن دار الشروق المصرية، رغم مرور أزيد من عقدين على صدورها لأول مرة.
ففي غرناطة جرح عربي حاضر رغم أنه قديم، ففي تلك المملكة الإسلامية القديمة – الأندلس- التي شع منها نور العالم والثقافة للعالم أجمع تدور أحداث هذه الثلاثية التاريخية بطريقة ملحمية، بالتزامن مع سقوط آخر الممالك الإسلامية في الأندلس، فتسرد لوقائع تلك المرحلة بداية من عام 1491 بإعلان المعاهدة التي تنازل بموجبها أبو عبد الله محمد الصغير (الثاني عشر) آخر أمراء غرناطة عن المُلك لملك قشتالة وأراجون، وتستمر أحداث الثلاثية إلى عام 1609م عندما يقرر الملك فيليب الثالث طرد جميع المورسكيين وهم أهل الأندلس الذين تعرضوا للإكراه الديني من جانب الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت. من خلال رصد أحوال عائلة عاصرت أحداث السقوط على مدى عدة أجيال (حوالي ال 150 عاما) وما واكب ذلك من أحداث ومشاعر متنوعة لامست أعماق كل من طالعها وعاش بقليه ووجدانه معها.
تعتبر ثلاثية غرناطة وثيقة تاريخية تؤرخ لأحداث مهمة وفاصلة في تاريخ الأندلس، كما أنها تقدم سفرا حقيقيا عبر الزمان والمكان، عبر سلسلة من الأحداث.
فيي سنة 1977 نشرت أولى أعمالها في النقد الأدبي ”الطريق إلى الخيمة الأخرى“ وفي 1978 صدر لها بالإنجليزية كتابا عنون ”جُبران وبليـك“ وولجت رضوى من بعدها إلى عالم الرواية لتبهرنا بقلمها الذي أخذ ينقـش في أحداث التاريخِ ويبدِع. وتـوجّت هذه المرحلة بإصدارها ”ثلاثية غرناطة“ عام 1994.
وقـد ترجِمت رواياتها إلى عدّة لغات كالإنجليزية والإسبانية والإيطالية وغيرها. تركت رضوى للعالمِ حكايات مضفورة بتاريخٍ وتراث وتضحيات كثيرة، حكايات مصبوغة بدماءِ أحرار، تركت لنـا رضوى رقيـة لتـكمل لنـا تاريخَ الطنطورة، ومريمة لتعيـد غرناطة إلى الذاكرة، وتبـقيها هناك للأبد! توفيت في 30 نوفمبر 2014 بعد صراع مع المرض.
0 التعليقات :
إرسال تعليق