ناقش فرع الحي الحسني كتاب "لن تتكلم لغتي"
بعد كتاب "الأدب والغرابة" ناقشت جمعيةُ جسور القراءة فرع الحي الحسني كتاب "لن تتكلم لغتي" للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو، وذلك يوم الأحد 12 فبراير 2023.
افتتحُ النقاش بكلمة مسير اللقاء الذي رحَّب بجميع الحاضرين، ليمنح الكلمة لكل عضو لتقديم نفسه. مبرزا دور جسور للقراءة في فتح الباب أمام الجميع من مختلف المرجعيات الفكرية بهدف تقاسم الأفكار والمعلومات.
منتقلا للتعريف بالكاتب عبد الفتاح كيليطو الحائز مؤخرا على جائزة الشارقة. كونه من النقاد المغاربة الذين راكموا التجريب في الكتابة النقدية. متحدثا عن مؤلفاته المتسمة بالتعدد والتنوع، معتبرا إياها مشروعا واضح المعالم.
ليترك الكلمة للحاضرين لمناقشة العنوان والغلاف، اللذان عدّا أول عتبة يواجهها المتلقي، معتبرين عنوان الكتاب "لن تتلكم لغتي" أن مرسل ما. ينفي التكلم بلغته لمخاطب معين. أما الغلاف فهو مشهد يصور حالة العرب. وبعد دراسة الموازيات النصية من عنوان وغلاف، سافرنا مع كيليطو إلى نصه، عبر مناقشة فصول الكتاب.بعدما اعتبر أعضاء النقاش أن مقدمة الكتاب تصور انبهار العربي بالغرب، مقدما الكاتب بالأديب المنفلوطي الذي كان مترجما من الفرنسية رغم توجهه المحافظ. محاولا كيليطو وضع الهمداني وأبي العلاء المعري في المرآة من خلال الاتيان بمقابل لهما في الأدب الغربي أمثال دانتي. وبعدما تأتت له هذه الفرصة بحث في مشكلة الترجمة والترجمان المتجلي في ترجمة الفلسفة اليونانية إلى العرب، وصعوبة ترجمة الشعر العربي إلى الغرب.
ما جعله يقع في وهم الترجمة وخيانة المعنى وهذا ما اعتبره كيليطو من خلال ترجمة ابن رشد لكتاب "فن الشعر" لأرسطو. منتقلا إلى ابن بطوطة ورحلته، مبرزا سكونه وحركته، فهو دائما ما يبحث عن السكون والاستقرار، لكن الحركة تخول له السمو والوصول إلى المعالي، مثله مثل اللغة فإنها مرتبطة دائما بالحركة، لأن السكون موت لها.مبرزا كيليطو التصاوير عند ابن بطوطة، وكيف تخيل العالم الآخر المتمثل في الصين والهند عبر ثنائية الأنا والآخر، والشيء نفسه وقع للرحالة المغربي الصفار. ليصل إلى المنزلة بين المنزلتين، والتي عاشها فارس الشدياق كونه شاعرا مغربيا حاول التكسب في القرن التاسع عشر، ما دفع به لأن يعيش التشظي بين العالمين( العرب والغرب).
ليختتم الكتاب بآخر محور موسوم ب لا تتكلم لغتي ولن تتكلمها، فهو تعبير صريح على صعوبة التكلم بلغة كيليطو.
ختاما طرح مسير النقاش سؤالا: ماهي الانتقادات الموجهة للكتاب؟، وهذا ما يفعله كيليطو يطرح أسئلة عميقة دون إجابات، تدفع بالمتلقي إلى فلسفة القلق والتفكير محاولا الإجابة عنها ، كما عرف اللقاء حضور بعض الضيوف الجدد الذين ساهموا في إغناء النقاش والتفاعل، والرفع من مستوى الحوار الراقي والإيجابي.
0 التعليقات :
إرسال تعليق